نظم في أسماء كتب القراءات والتعليق عليه
الحمد لله ذي العزَّة والعلاء، والعظمة والبهاء، والقُدرة والكبرياء[1].
وبعد؛
فهذا نظمٌ ضمَّنتُه عددًا من أسماءِ كُتُب القِراءات، واقتبستُ فيه جُملاً من قصيدةِ الإمام الشاطبيِّ - رحِمه الله - المسمَّاة: "حِرْز الأماني ووجْه التهاني"، والمشهورة بالشاطبيَّة.
ثم شرحتُ ذلك، معرِّفًا بِهذه الكتُب وأصحابِها بإيجاز، ناقلاً - في أكثر الأحْوال - تعريفَ الإمام ابن الجزري - رحمه الله - لهذه الكتُب في كتاب "النشْر"، وما ليس في كتاب "النشْر" فإنِّي أنقل اسمَ الكتاب وصاحبه ووفاته من الكتُب المطبوعة مباشرة،، وبالله التوفيق، وعليه اعتمادي.
النَّظْم
جَعَلْتُكِ فِي "حِرْزٍ" فَإِنَّكِ "دُرَّةٌ" وَإِنَّكِ "كَنْزٌ" لابْنِ مَنْ كَانَ مُؤْمِنَا[2]
حَدِيثُكِ "إِقْنَاعٌ" وَقُرْبُكِ "غَايَةٌ" وَنُصْحُكِ "إِرْشَادٌ" لِمَنْ قَد تَمَعَّنَا
وَبَيْتُكِ "عُنْوَانٌ" لِطُهْرٍ وَعِفَّةٍ سَمَاءَ العُلا وَالعَدْلِ فِيهَا تَوَطَّنَا
هَنِيئًا لِمَنْ قَدْ صِرْتِ فِي البَيْتِ حِلَّهُ يَقِينِيَ: لَمْ يَخْفُقْ[3] لأُخْرَى وَلا رَنَا
وِصَالُكِ "كَافِيهِ" وَ "هَادِيهِ" لِلتُّقَى وَ "تَذْكِرَةٌ" أَنَّ النَّعِيمَ لَهُ هُنَا
وَ "تَبْصِرَةٌ" "لِلْمُسْتَنِيرِ" عُيُونُكُمْ بِلَيْلٍ إِذَا "المِصْبَاحُ" أُطْفِئَ أَوْ وَنَى
"فَمُفْرَدَةٌ" فِي قَلْبِهِ لَيْسَ "جَامِعًا" إِلَيْكِ "ثَلاثًا" أَوْ يَكُونُ لَهُ ثِنَى
لَئِنْ كَانَ قَبْلَ الطُّهْرِ وَالعِفَّةِ الَّتِي مَنَنْتِ عَلَيْهِ ضَاعَ أَشْأَمَ أَيْمَنَا
فَقَدْ نُلْتِهِ[4] "رَوْضًا نَضِيرًا" وَ "رَوْضَةً" مُطَيَّبَةَ الأَعْرَافِ دَانِيَةَ الجَنَى
وَأَنْسَيْتِهِ مَنْ كَانَ قَدْ صَالَ دَلُّهَا سَمِيَّ جَمَالٍ وَاصِلاً مَنْ تَمَكَّنَا
وَمَنْ سَحَبَتْ ذَيْلاً ضَفَا ذَاتَ زَرْنَبٍ جَلَتْهُ وَمَنْ أَبْدَتْ لَهُ الثَّغْرَ ذَا السَّنَا
جَلَبْتِ لَهُ "التَّيْسِيرَ" فِي عَيْشِهِ فَلَمْ يُثَقَّلْ بِأَعْبَاءٍ وَلا ظَهْرُهُ انْحَنَى
وَلَمْ تَنْشُرِي سِرًّا لَهُ عِنْدَ جَارَةٍ فَقَدْ كَانَ تَرْكُ "النَّشْرِ" لِلسِّرِّ أَحْسَنَا
أُعِيذُ بَنِيكِ السَّبْعَةَ الزُّهْرَ أَنْ أَرَى صَغِيرَهُمُ فِي رَهْبَةٍ أَنْ يُلَحَّنَا
أُعِيذُهُمُ مِنْ كُلِّ قَارٍ مُلَفِّقٍ عَيِيٍّ بَعِيمٍ[5] مُفْحَمٍ يُكْثِرُ الخَنَا
وَعُذْرًا "لِتَحْبِيرِي" لِنَظْمٍ وَمِدْحَتِي "عَقِيلَةَ أَتْرَابِ" النِّسَاءِ تَفَنُّنَا
[1] من خطبة كتاب "الكنْز في القراءات العشْر"، لابن عبدالمؤمن الواسطي.
[2]أي: أنتِ كنزٌ لابن رجُلٍ مؤمنٍ لو كنتِ له أمًّا، هذا الذي يُفْهَم من سياق هذا الشَّطر، وإنَّما تكلَّفت صَوْغَه هكذا لتكونَ فيه إشارةٌ لمؤلِّف كتاب "الكنز".
[3] خفقان القلبِ أو صاحبِه: اضطرابه وتحرُّكه.
[4] نُلْته وأنَلْته بِمعنى واحد؛ فالفعل يتعدَّى ثلاثيًّا ورباعيًّا.
[5] البعيم: بمعنى المفحَم الذي لا يقول الشعر، وهي كلِمةٌ نادرة أهملتْها بعض المعاجم القديمة.
منقول للإفادة